سورة طه تفسير السعدي الآية 44
فَقُولَا لَهُۥ قَوْلًۭا لَّيِّنًۭا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾

سورة طه تفسير السعدي

" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " أي: سهلا لطيفا, برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف, ولا غلظة في المقال, أو فظاظة في الأفعال.

" لَعَلَّهُ " بسبب القول اللين " يَتَذَكَّرُ " ما ينفعه فيأتيه.

" أَوْ يَخْشَى " ما يضره فيتركه, فإن القول اللين, داع لذلك, والقول الغليظ, منفر عن صاحبه.

وقد فسر القول اللين في قوله: " فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى " .

فإن في هذا الكلام, من لطف القول وسهولته, وعدم بشاعته, ما لا يخفى على المتأمل.

فإنه أتى ب " هل " الدالة على العرض والمشاورة, التي لا يشمئز منها أحد, ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس, التي أصلها, التطهر من الشرك, الذي يقبله كل عقل سليم, ولم يقل " أزكيك " بل قال " تزكى " أنت بنفسك.

ثم دعاه إلى سبيل ربه, الذي رباه, وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها, وذكرها فقال: " وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى " فلما لم يقبل هذا الكلام اللين, الذي يأخذ حسنه بالقلوب, علم أنه لا ينجع فيه تذكير, فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر
استغفر الله